روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | إعترافات أمرأة متزوجة حديثاً

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > إعترافات أمرأة متزوجة حديثاً


  إعترافات أمرأة متزوجة حديثاً
     عدد مرات المشاهدة: 1929        عدد مرات الإرسال: 0

=أنا غريبة فى بيتى!=

علي الرغم من مرور عام علي زواجي ما زلت أشعر بالمتاهة والحرمان بعيداً عن أمي، بل وما زلت أشعر أيضاً بالغربة في بيتي الجديد، ولا أنكر أن زوجي به الكثير من الصفات الحميدة ومع ذلك لا أجد فيه حنان أمي الذي كان يغمرني ويشعرني بأنني لا أحتاج لأحد في الدنيا سواها، ولا أعرف كيف أتغلب علي هذا الشعور أو حتي معرفة أسبابه.

هذه الكلمات لزوجة شابة، هى نفس الكلمات التى نسمعها تتردد كثيرا علي ألسنة الكثيرات من المتزوجات حديثا، فما هي أسبابه؟ وكيف تهييء الأم إبنتها لحياة جديدة؟ وهل للزوج دور في هذه المرحلة حتي تعبر الأسرة الجديدة إلي بر الأمان؟

البداية عند د. عادل المدني أستاذ الطب النفسي بكلية طب الأزهر متحدثاً عن تهيئة الأم لإبنتها لحياة جديدة فيقول: ليكن هذا في سن مبكرة، حيث تبدأ الأم تعويد إبنتها علي القيام ببعض الأنشطة المستقلة وإشراكها معها في ادارة شئون البيت ورعاية إخوتها الأصغر سناً، لتكتسب الفتاة مهارة إتخاذ القرار المناسب والمستقل في الوقت الصحيح، أما بالنسبة للمتزوجة بالفعل فعلي الأم أن تبدأ الإنسحاب من حياة الرعاية اللصيقة لإبنتها، وإذا كانت الأم من النوع الذي لديه الحماية الزائدة وإن كانت البنت لديها السمات الإعتمادية والشعور بأنها دائماً محمية من الأم فبالتأكيد سوف تشعر الإبنة بإفتقادها للرعاية فنجدها ترغب في مغادرة بيت الزوجية والعودة للأم، وسوف تجد في سبيل ذلك ألف مبرر ومبرر.

ويؤكد أستاذ الطب النفسي نقطة مهمة للغاية وهى أن الأم لو إفتقدت العلاقة الصحية بينها وبين زوجها فسيتجه الحرمان العاطفي لديها ناحية إبنتها وتصل الأمور إلي حد محاولة إفساد العلاقة بين إبنتها وزوجها دون أن تدري، ويبدأ منذ فترة الخطوبة والتي تتدخل فيها الأم لتصبح علاقة ثلاثية بدلاً من أن تكون علاقة ثنائية، وهنا يجب أن تنسحب الأم من حياة إبنتها فوراً قبل إنهيار العلاقة الوليدة.

أما بالنسبة لدور الزوج فعليه أن يدرك أن إبتعاد الزوجة عن بيت أمها يمثل لها أزمة حقيقية، فقد نشأت في بيئة معينة وثقافة خاصة، ثم يطلب منها أن تتكيف مع حياة جديدة وشخص غير مألوف لها، وهذا يتطلب منها نضجاً نفسياً، وإن لم يتوفر هذا ستلجأ إلى الخيار الأسهل وهو العودة للبيئة الأولي التي تربت فيها ويحدث شرخ نفسي بينهما، فتبدأ في تضخيم عيوب الزوج وتتصور أن الحياة معه باتت مستحيلة، فتختلق الأعذار للتخلص من الحياة الجديدة، وللأسف قد تلعب بعض الأمهات دوراً سلبياً وتدفع إبنتها في نفس الإتجاه.

وهنا يجب على كل زوج يواجه هذه المشكلة أن يدرك أن هذه المرحلة إنتقالية وتحتاج للصبر وإحداث نوع من التواصل العاطفي والعقلاني لتقتنع الفتاة بأهمية الحياة الجديدة التي بدأتها ويصبح لديها بدائل تجعلها تستغني عن العلاقة اللصيقة بالأم، وعليه إدراك أنه أمام مرحلتين الأولي مرحلة التثبيت، وفيها تحقق الفتاة نجاحاً في التواصل مع حياتها الجديدة، والثانية مرحلة النكوص أو الردة، حيث تعود الفتاة لتتصرف وكأنها بنت 14 سنة وذلك حنيناً لأمها.

وفي هذا الإطار تدعو د. زينب شاهين خبيرة التنمية البشرية وشئون المرأة الفتيات إلي نوع إيجابي من التمرد تسميه التمرد الخصيب، لأنها كفتاة يجب أن تختار كل شيء وفقاً لإرادتها المستقلة، وأن تستخدم عقلها أكثر فمهما طال العمر فسوف يأتي يوم وترحل الأم وحينئذ يكون لزاماً عليها أن تكون لها حياة هي بطلتها الوحيدة.

أما عن التواصل النفسي بين الزوجين في بداية حياتهما، فعلى الزوج معرفة أنه لن يجد أداة فعالة لإحداث هذا التواصل أكثر من الحب، فإنتقال البنت من بيت أسرتها إلي حياة أخري بمثابة نقل نبات لزراعته في غير أرضه، وهذا إمتحان للزوجة يظهر مدي قوة إرادتها واستقلالها.

وأخيراً: تقول للفتاة: الحياة الزوجية شركة بين اثنين لا ثالث لهما، وتقول للفتي: عندما تشعر زوجتك بالغربة وهي معك فحاسب نفسك، وحاول أن تشركها بالتفكير، وبالعناية والإهتمام تجد شريكاً قوياً وايجابياً معك.

الكاتب: نورا عبدالحليم.

المصدر: جريدةالأهرام اليومى.